فصل: خبيب أبو عبد الله

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


باب الخاء والباء

خباب الخزاعي

ع س، خباب أبو إبراهيم الخزاعي‏.‏ روى يزيد بن الخباب، عن قيس، عن مجزأة بن ثور الأسلمي، عن إبراهيم بن خباب الخزاعي، عن أبيه، أنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏اللهم استر عورتي، وآمن روعتي، واقض عني ديني‏"‏‏.‏

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، وقال أبو موسى‏:‏ رواه غسان، عن قيس بن الربيع، عن مجزأة بن زاهر، عن إبراهيم‏.‏ وكأنه الصواب‏.‏

خباب بن الأرت

 ب د ع، خباب بن الأرت‏.‏ اختلف في نسبه، فقيل‏:‏ خزاعي، وقيل‏:‏ تميمي، وهو الأكثر، وهو خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، يكنى أبا عبد الله، وقيل‏:‏ أبو محمد، وقيل‏:‏ أبو يحيى‏.‏

وهو عربي، لحقه سباء في الجاهلية فبيع بمكة، وقيل‏:‏ هو حليف بني زهرة، وقال ابن منده وأبو نعيم‏:‏ قيل‏:‏ هو مولى عتبة بن غزوان، وقيل‏:‏ مولى أم أنمار بنت سباع الخزاعية، وهي من حلفاء بني زهرة فهو تميم النسب، خزاعي الولاء، زهري الحلف، لأن مولاته أم أنمار كانت من حلفاء عوف بن عبد الحارث بن زهرة، والد عبد الرحمن بن عوف‏.‏

وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وممن يعذب في الله تعالى، كان سادس ستة في الإسلام، قال مجاهد‏:‏ أول من أظهر إسلامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وخباب، وصهيب‏.‏ وبلال، وعمار، وسمية أم عمار، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه قومه، وأما الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد، ثم صهروهم في الشمس فبلغ منهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ من حر الحديد والشمس‏.‏

قال الشعبي‏:‏ إن خباباً صبر ولم يعط الكفار ما سألوا، فجعلوا يلزقون ظهره بالرضف، حتى ذهب لحم متنه‏.‏

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الفقيه بإسناده إلى أحمد بن علي الموصلي قال‏:‏ حدثنا زهير بن حرب، أخبرنا جرير، عن إسماعيل، عن قيس، عن خباب قال‏:‏ شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببرد له في ظل الكعبة، فقلنا‏:‏ ألا تستنصر لنا‏؟‏ فجلس محمراً وجهه، فقال‏:‏ ‏"‏قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، ثم يجاء بالميشار فيجعل فوق رأسه، ما يصرفه عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم وعصب، ما يصرفه عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخشى إلا الله عز وجل والذئب على غنمه، ولكنكم تعجلون‏"‏‏.‏

وقال أبو صالح‏:‏ كان خباب قيناً يطبع السيوف، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يألفه ويأتيه، فأخبرت مولاته بذلك، فكانت تأخذ الحديدة المحماة فتضعها على رأسه، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏اللهم انصر خباباً‏"‏، فاشتكت مولاته أم أنمار رأسها، فكانت تعوي مثل الكلاب، فقيل لها‏:‏ اكتوى، فكان خباب يأخذ الحديدة المحماة فيكوي بها رأسها‏.‏

وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال الشعبي‏:‏ سأل عمر بن الخطاب خباباً رضي الله عنهما عما لقي من المشركين فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين، انظر إلى ظهري، فنظر، فقال‏:‏ ما رأيت كاليوم ظهر رجل، قال خباب‏:‏ لقد أوقدت نار وسحبت عليها فما أطفأها إلا ودك ظهري‏.‏

ولما هاجر آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين تميم مولى خراش بن الصمة وقيل‏:‏ آخى بينه وبين جبر بن عتيك‏.‏

روى عنه ابنه عبد الله، ومسروق، وقيس بن أبي حازم، وشقيق، وعبد الله بن سخبرة، وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل، والشعبي، وحارثة بن مضرب، وغيرهم‏.‏

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه وغير واحد، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي‏:‏ حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا وهب بن جرير، أخبرنا أبي، قال‏:‏ سمعت النعمان بن راشد، عن الزهري، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن خباب بن الأرت، عن أبيه، قال‏:‏ صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فأطالها، فقالوا‏:‏ يا رسول الله، صليت صلاة لم تكن تصليها‏؟‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏اجل، إنها صلاة رغبة ورهبة، إني سألت الله عز وجل فيها ثلاثاً، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدةً، سألته أن لا يهلك أمتي بسنة، فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم، فأعطانيها، وسألته أن لا يدق بعضهم بأس بعض، فمنعنيها‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء، أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيد، أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكناني، أخبرنا أبو القاسم البغوي، أخبرنا أبو خثيمة زهير بن حرب، أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي خالد، شيخ من أصحاب عبد الله، قال‏:‏ بينما نحن في المسجد إذ جاء خباب ابن الأرت، فجلس فسكت فقال له القوم‏:‏ إن أصحابك قد اجتمعت إليك لتحدثهم أو لتأمرهم، قال‏:‏ بم آمرهم‏؟‏ ولعلي آمرهم بما لست فاعلاً‏.‏

 وروى قيس بن مسلم، عن طارق، قال‏:‏ عاد خباباً نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا‏:‏ أبشر أبا عبد الله ترد على إخوانك الحوض، فقال‏:‏ إنكم ذكرتم لي إخواناً مضوا، ولم ينالوا من أجورهم شيئاً، وإنا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما نخاف أن يكون ثواباً لتلك الأعمال، ومرض خباب مرضاً شديداً طويلاً‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد بإسناده إلى مسلم بن الحجاج، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال‏:‏ دخلنا على خباب وقد اكتوى سبع كيات، فقال‏:‏ لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن دعوا بالموت لدعوت به‏.‏

ونزل الكوفة ومات بها، وهو أول من دفن بظهر الكوفة من الصحابة، وكان موته سنة سبع وثلاثين‏.‏

قال زيد بن وهب‏:‏ سرنا مع علي حين رجع من صفين، جتى إذا عند باب الكوفة إذا نحن بقبور سبعة عن أيماننا، فقال‏:‏ ما هذه القبور‏؟‏ فقالوا‏:‏ يا أمير المؤمنين، إن خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك إلى صفين، فاوصى أن يدفن في ظاهر الكوفة، وكان الناس إنما يدفنون موتاهم في أفنيتهم، وعلى أبواب دورهم، فلما رأوا خباباً أوصى أن يدفن بالظهر دفن الناس، فقال علي رضي الله عنه‏:‏ رحم الله خباباً، أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً، وابتلي في جسمه، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً، ثم دنا من قبورهم، فقال‏:‏ السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، أنت لنا سلف فارط ونحن لكم تبع عما قليل لاحقاً اللهم اغفر لنا ولهم، وتجاوز بعفوك عنا وعنهم، طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف ،وأرضى الله عز وجل‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ مات خباب سنة سبع وثلاثين بعد ما شهد صفين مع علي رضي الله عنه والنهروان، وصلى عليه علي، وكان عمره إذ مات ثلاثين وسبعين سنة، قال‏:‏ وقيل‏:‏ مات سنة تسع عشرة، وصلى عليه عمر رضي الله عنه‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ الصحيح أنه مات سنة سبع وثلاثين، وأنه لم يشهد صفين، فإنه كان مرضه قد طال به، فمنعه من شهودها، وأما الخباب الذي مات سنة تسع عشرة فهو مولى عتبة بن غزوان، ذكره أبو عمر أيضاً، وقد ذكر ابن منده وأبو نعيم أن خباب بن الأرت مولى عتبة بن غزوان، وليس كذلك‏.‏ إنما خباب مولى عتبة بن غزوان آخر يرد ذكره‏.‏ وهما قد ذكرا في تسمية من شهد بدراً، خباب بن الأرت من حلفاء بني زهرة، ثم ذكروا في ترجمة خباب مولى عتبة من شهد بدراً، من بني نوفل لن عبد مناف من حلفائهم‏:‏ عتبة بن غزوان، وخباب مولى عتبة‏.‏ ثم قال أبو نعيم عن مولى عتبة‏:‏ إنه لم يعقب ولا تعرف له رواية، فكفى بهذا دليلاً على أنهما اثنان، لأن ابن الأرت قد أعقب عدة أولاده، منهم‏:‏ عبد الله، وقتله الخوارج أيام علي رضي الله عنه، وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن بني زهرة غير بني نوفل‏.‏ وقد ذكر ابن إسحاق وغيره من أصحاب السير من شهد بدراً، من بني زهرة، من حلفائهم‏:‏ خباب بن الأرت، وذكروا أيضاً من حلفاء بني نوفل خباباً مولى عتبة بن غزوان، فظهر أن مولى عتبة غير خباب بن الأرت، وقال بعض العلماء‏:‏ إن خباب بن الأرت لم يكن قيناً، وإنما القين خباب مولى عتبة بن غزوان، والله أعلم‏.‏

خباب أبو السائب

د ع، خباب أبو السائب‏.‏ روى عنه السائب ابنه، يعد في أهل الحجاز، روى حديثه عبد الله بن السائب بن خباب، عن أبيه، عن جده، قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل قديداً متكئاً على سرير، ويشرب من فخاره‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأخرجه أبو عمر، فقال‏:‏ خباب مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة ابن عبد شمس بن عبد مناف‏.‏ أدرك الجاهلية، واختلف في صحبته، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا وضوء إلا من صوت أو ريح‏"‏‏.‏ روى عنه صالح بن حيوان‏.‏

وبنوه أصحاب المقصورة منهم‏:‏ السائب بن خباب، أبو مسلم صاحب المقصورة، وإنما أفردت قول أبي عمر فربما ظن ظان أنه غير خباب أبي السائب، وهو هو، قال البخاري‏:‏ السائب بن خباب أبو مسلم صاحب المقصورة، ويقال‏:‏ مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة القرشي‏.‏

خباب مولى عتبة

ب د ع، خباب، مولى عتبة بن غزوان‏.‏ شهد بدراً وما بعدها هو ومولاه عتبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حليفاً لبني نوفل بن عبد مناف، وكنيته أبو يحيى، وليست له رواية‏.‏

 أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش، قال‏:‏ ومن بني نوفل بن عبد مناف‏:‏ عتبة بن غزوان، وخباب مولى عتبة بن غزوان، رجلان‏.‏ وتوفي بالمدينة سنة تسع عشرة، وهو ابن خمسين سنة، وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما‏.‏ ولم يعقب‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خباب والد عطاء

د ع، خباب، والد عطاء‏.‏ أدرك النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وروى عن أبي بكر الصديق، قاله ابن منده‏.‏ وقال أبو نعيم‏:‏ إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، فيما ذكره بعض المتأخرين، ويعني ابن منده، ولا تصح صحبته‏.‏ روى حديثه محمد بن عطاء بن خباب، عن أبيه، عن جده، قال‏:‏ كنت جالساً عند أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، فرأى طائراً، فقال‏:‏ طوبى لك‏.‏ فقلت‏:‏ تقول هذا وأنت صديق رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

خباب بن قيظي

ب س، خباب بن قيظي بن عمرو بن سهل، الأنصاري الأشهلي‏.‏ قتل يوم أحد هو وأخوه صيفي بن قيظي‏.‏ أخرجه أبو عمر وأبو موسى، فذكره أبو عمر في حباب، بالحاء المهملة وقد ذكرناه والكلام عليه‏.‏

خباب بن المنذر

س خباب بن المنذر بن الجموح، ذكره ابن فليح في مغازيه عن الزهري، وقال‏:‏ شهد بدراً‏.‏

أخرجه أبو موسى ها هنا مختصراً، وقال‏:‏ هو حباب، يعني بالحاء المهملة، قال‏:‏ ولم نجد هذا إلا عند ابن فليح‏.‏

خبيب بن إساف

ب د ع، خبيب بن إساف، وقيل‏:‏ يساف، بن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن ثعلبة، الأنصاري الخزرجي‏.‏

شهد بدراً وأحداً والخندق، وكان نازلاً بالمدينة وتأخر إسلامه حتى سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فلحق النبي صلى الله عليه وسلم في الطريق، فأسلم‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا يزيد، أخبرنا المستلم بن سعيد الثقفي، عن خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب الأنصاري، عن أبيه، عن جده، قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزواً، وهو يريد غزواً، أنا ورجل من قومي، ولم نسلم، فقلنا‏:‏ إنا لنستحي أن يشهد قومنا مشهداً لا نشهده معهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أو أسلمتما‏"‏‏؟‏ فقلنا‏:‏ لا، فقال‏:‏ ‏"‏إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين‏"‏، قال‏:‏ فأسلمنا، وشهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ فضربني رجل من المشركين على عاتقي فقتلته، وتزوجت ابنته بعد ذلك، فكانت تقول‏:‏ لا عدمت رجلاً وشحك هذا الوشاح، وأقول‏:‏ لا عدمت رجلاً عجل أباك إلى النار‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ خبيب هذا هو جد خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب، شيخ مالك‏.‏

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق‏:‏ حدثني خبيب بن عبد الرحمن قال‏:‏ ‏"‏ضرب خبيب، يعني جده، يوم بدر، فمال شقه، فتفل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمه ورده فانطلق‏"‏‏.‏

وهو الذي قتل أمية بن خلف يوم بدر، في قول بعضهم، ثم تزوج حبيبة بنت خارجة بن زيد بعد أن توفي عنها أبو بكر الصديق‏.‏

روي عنه حديث واحد وتوفي في خلافة عثمان‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عنبة‏:‏ بانون والباء الموحدة‏.‏

خبيب بن الأسود الأنصاري

س خبيب بن الأسود الأنصاري‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ ذكره عبدان، وقال‏:‏ هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد بدراً، وهو معدود في الحجازيين من الأنصار، ثم من بني النجار، ثم من بني سلمة بن سعد، وخبيب مولى لهم، كذا قاله أبو تميلة، وقال سلمة وزياد‏:‏ وخبيب حليف لهم‏.‏ أخرجه أبو موسى هكذا‏.‏

قلت‏:‏ قال‏:‏ إنه من الأنصار، ثم من بني النجار، ثم من بني سلمة، وفي القول نظر، فإن النجار هو ابن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، وسلمة هو ابن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد ابن جشم بن الخزرج، فلا يجتمعان إلا في الخزرج، فكيف يكون منه‏!‏ والله أعلم‏.‏

خبيب بن الحارث

س خبيب بن الحارث‏.‏ روت عائشة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم إني مقراف للذنوب‏.‏

أخرجه أبو موسى وقال‏:‏ كذا قال ابن شاهين في الخاء المعجمة، وإنما هو بالجيم، وقد ذكروه فيها‏.‏

خبيب أبو عبد الله

د ع، خبيب أبو عبد الله الجهني، حليف الأنصار‏.‏

 روى أبو مسعود، عن ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن أسيد بن أبي أسيد البراد، عن معاذ بن عبد الل بن خبيب، عن أبيه، أراه عن جده، كذا قال‏:‏ خرجنا في ليلة مطيرة، في ظلمة شديدة، نطلب النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، قال‏:‏ فأدركته، فقال‏:‏ ‏"‏قل‏"‏، فلم أقل شيئاً‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏قل‏"‏، فلم أقل شيئاً‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏قل‏"‏، قلت‏:‏ ما أقول‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏اقرأ ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏ ، والمعوذتين حين تصبح، وحين تمسي‏.‏ تكفيك من كل شيء‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏ وقال ابن منده‏:‏ كذا ذكره أبو مسعود، ورواه غيره، ولم يقل‏:‏ ‏"‏عن جده‏"‏‏.‏

قال أبو نعيم‏:‏ أخرجه بعض المتأخرين من حديث أبي مسعود، عن ابن أبي فديك وقال‏:‏ ‏"‏أراه عن جده‏"‏، وهو وهم، والمشهور الصحيح عن معاذ بن عبد الله عن أبيه، من دون جده، رواه روح بن القاسم، وحفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن معاذ بن عبد الله، عن أبيه، من دون جده‏.‏

قلت‏:‏ قد رواه عبد الله بن وهب، عن ابن أبي ذئب، فقال‏:‏ معاذ بن عبد الله بن خباب، عن أبيه، عن جده‏.‏ وقد ذكره الطبري وابن قانع وابن السكن في الصحابة‏.‏

أسيد‏:‏ بفتح الهمزة وكسر السين فيهما، والله أعلم‏.‏

خبيب بن عدي

ب د ع، خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبي بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي‏.‏ شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، قال‏:‏ حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري ويعقوب، قال‏:‏ حدثنا أبي، عن الزهري، قال أبي، يعني أحمد‏:‏ وهذا حديث سليمان الهاشمي، عن عمر بن أسيد بن جارية الثقفي، حليف بني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عيناً، وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري، جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدة، بين عسفان ومكة، ذكروا لحي من هذيل يقال لهم‏:‏ بنولحيان، فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه، قالوا‏:‏ نوى تمر يثرب، فاتبعوه آثارهم، فلما أحسن بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى قردد، فأحاط بهم القوم فقالوا‏:‏ انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحداً، فقال عاصم بن ثابت أمير القوم‏:‏ أما أن فوالله لا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصماً في سبعة، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، فيهم‏:‏ خبيب الأنصاري، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم اطلقوا أوتار قيسهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث‏:‏ هذا أول الغدر، والله لا أصبحكم، إن لي بهؤلاء لأسوة، يريد القتلى، فجروه وعالجوه، فأبى أن يصبحهم فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف‏:‏ خبيباً، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيراً حتى أجمعوا قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها للقتل، فأعارته إياها، فدرج بني لها، قالت‏:‏ وأنا غافلة، حتى أتاه فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده، قالت‏:‏ ففزعت فزعة خبيب، فقال‏:‏ أتحسبين أني أقتله‏؟‏ ما كنت لأفعل ذلك، فقالت‏:‏ والله ما رأيت أسيراً خيراً من خبيب، والله لقد وجدته يوماً يأكل قطفاً من عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من تمرة، وكانت تقول‏:‏ إنه لرزق رزقه الله خبيباً، فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم، قال لهم خبيب‏:‏ دعوني أركع ركعتين، فتركوه فركع ركعتين، ثم قال‏:‏ والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع من الموت لزدت، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً‏:‏ الطويل‏:‏

فلست أبالي حين أقتـل مـسـلـمـاً ** على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلـك فـي ذات الإلـه وإن يشــأ ** يبارك على أوصال شلو مـمـزع

ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله‏.‏ وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبراً الصلاة‏.‏

 واستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه حين أصيبوا خبرهم، وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قتل رجلاً عظيماً منهم يوم بدر، فبعث الله إلى عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا منه شيئاً‏.‏

كذا في هذه الرواية أن بني الحارث بن عامر ابتاعوا خبيباً، وقال ابن إسحاق‏:‏ وابتاع خبيباً حجير بن أبي إهاب التميمي، حليف لهم، وكان حجر أخا الحارث بن عامر لأمه، فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه‏.‏

وقيل‏:‏ اشترك في ابتياعه أبو إهاب بن عزيز، وعكرمة بن أبي جهل، والأخنس بن شريق، وعبيدة بن حكيم بن الأوقص، وأمية بن أبي عتبة، وبنو الحضرمي، وصفوان بن أمية، وهم أبناء من قتل من المشركين يوم بدر، ودفعوه إلى عقبة بن الحارث، فسجنه في داره، فلما أرادوا قتله خرجوا به إلى التنعيم فصلى ركعتين، وقال‏:‏ الطويل‏:‏

لقد جمع الأحزاب حـولـي وألـبـوا ** قبائلهم واستجمعوا كـل مـجـمـع

وقد قربوا أبـنـاءهـم ونـسـاءهـم ** وقربت من جذع طـويل مـمـنـع

وكلهـم يبـدي الـعـداوة جـاهـداً ** علي، لأني في وثـاق بـمـضـيع

إلى الله أشكو غربتي بعد كـربـتـي ** وما جمع الأحزاب لي عند مصرعي

فذا العرش صيرني على ما أصابنـي ** فقد بضعوا لحمي وقد ضل مطمعي

وذلـك فـي ذات الإلـه وإن يشــأ ** يبارك على أوصال شلـو مـمـزع

وقد عرضوا بالكفر والمـوت دونـه ** وقد ذرفت عيناي من غير مـدمـع

وما بي حذار الموت، إنـي لـمـيت ** ولكن حذاري حـر نـار تـلـفـع

فلست بمبد لـلـعـدو تـخـشـعـاً ** ولا جزعاً، إني إلى الله مرجـعـي

ولست أبالي حين أقتـل مـسـلـمـاً ** على أي جنب كان في الله مصرعي

وهو أول من صلب في ذات الله‏.‏

واسم الصبي الذي درج إلى خبيب فأخذه‏:‏ أبو حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، وهو جد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، شيخ مالك‏.‏

أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن إبراهيم بن إسماعيل، أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية الضمري‏:‏ أن أباه حدثه، عن جده، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه عيناً وحده، فقال‏:‏ جئت إلى خشبة خبيب فرقيت فيها وانا أتخوف العيون، فأطلقته فوقع إلى الأرض، ثم اقتحمت فالتفت فكأنما ابتلعته الأرض، فما ذكر لخبيب بعد رمة حتى الساعة‏.‏

وكان عاصم قد أعطى الله عهداً أن لا يمس مشركاً ولا يمسه مشرك أبداً، فمنعه بعد وفاته لما أرادوا أن يأخذوه منه شيئاً، فأرسل الله الدبر فحماه‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أسيد‏:‏ بفتح الهمزة وكسر السين، وهو البراد بالباء الوحدة والراء وآخره دال مهملة‏.‏

وأسيد بن جارية‏:‏ بفتح الهمزة أيضاً وكسر السين، وجارية بالجيم‏.‏

خبيب جد معاذ

س، خبيب، جد معاذ بن عبد الله بن خبيب‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ ذكره عبدان، وروى بإسناده عن ابن أبي ذئب، عن أسيد بن أبي أسيد، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه رضي الله عنه، قال‏:‏ ‏"‏أصابنا طش وظلمة، فانتظرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي بنا، فخرج فأخذ بيدي‏"‏‏.‏

وذكر الحديث في فضل سورة الإخلاص والمعوذتين‏.‏

قلت‏:‏ أخرجه أبو موسى على ابن منده، وهذا خبيب قد ذكره ابن منده وترجم عليه‏:‏ خبيب أبو عبد الله الجهني، وذكر الحديث، وقد ذكرناه قبل، وذكرت كلام أبي نعيم عليه‏.‏

باب الخاء والدال

خداش بن بشير

ب، خداش بن بشير بن الأصم، من بني معيص بن عامر بن لؤي‏.‏ هو قاتل مسيلمة الكذاب فيما يزعم بنو عامر‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

خداش بن حصين

د خداش، أو خراش بن حصين بن الأصم‏.‏ واسم الأصم رحضة بن عامر رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، له صحبة‏.‏

أخرجه أبو عمر وقال‏:‏ لا أعلم له رواية، قال‏:‏ وزعم بنو عامر أنه قاتل مسيلمة الكذاب‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

 قلت‏:‏ هذا خداش بن حصين، هو ابن بشير الذي أخرجه أبو عمر أيضاً، وقد تقدم ذكره، سماه ابن الكلبي خداشاً ولم يشك، وسمى أباه بشيراً، ولا شك أن العلماء قد اختلفوا في اسم أبيه كما اختلفوا في غيره، ودليله أن جده الأصم لم يختلفوا فيه ولا في قبيلته ولا في نقل أنه قتل مسيلمة‏.‏ والله أعلم‏.‏

خداش بن أبي خداش المكي

ب د ع، خداش بن أبي خداش المكي‏.‏ عم صفية بنت أبي مجزأة، قاله أبو عمر‏.‏

وقال ابن منده وأبو نعيم‏:‏ صفية بنت بحر‏.‏ وقيل‏:‏ عن بحرية عمة أيوب بن ثابت‏.‏ روى داود بن أبي هند، عن أيوب بن ثابت، عن بحرية‏.‏ وقيل‏:‏ صفية بنت بحر‏.‏ قالت‏:‏ رأى عمي خداش النبي صلى الله عليه وسلم يأكل في صفحة فاستوهبها منه‏.‏

وقال أبو عامر العقدي ومعاذ بن هانئ وغيرهما‏:‏ عن أيوب عن صفية بنت بحر‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خداش بن سلامة

ب د ع، خداش بن سلامة أبو سلامة‏.‏ ويقال‏:‏ ابن أبي سلامة السلامي، وقيل‏:‏ السلمي، يعد في أهل الكوفة، روي عنه حديث واحد‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة، أخبرنا أبو غالب بن البنا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو بكر القطيعي، أخبرنا أبو مسلم الكجي، أخبرنا عبد الله بن رجاء، أخبرنا شيبان، عن منصور عن عبيد الله بن علي عن عرفطة السلمي، عن خداش بن أبي سلامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ‏"‏أوصي امرأ بأمه، أوصي امرأ بأمه، أوصي امرأ بأمه، أوصي امرأ بأبيه، أوصي امرأ بمولاه الذي يليه، وإن كان عليه أذاة يؤذيه‏"‏‏.‏

وأخبرنا أبو ياسر بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا عفان، أخبرنا أبو عوانة، عن منصور، عن عبيد الله بن علي، عن عرفطة السلمي، عن خداش أبي سلامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أوصي امرأ‏"‏ فذكره‏.‏رواه الثوري عن منصور، عن عبيد بن علي، عن خداش، ولم يذكر‏:‏ عرفطة، ورواه ابن أبي شيبة عن شريك، عن منصور نحوه‏.‏

وقد وهم فيه بعض من جمع الأسماء فقال‏:‏ هو من ولد حبيب السلمي، والد أبي عبد الرحمن السلمي، فلم يصنع شيئاً، قاله أبو عمر‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خداش بن قتادة

خداش بن قتادة بن ربيعة بن مطرف بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد الأنصاري الأوسي‏.‏ شهد بدراً، وقتل يوم أحد شهيداً، قاله ابن الكلبي‏.‏

خدع

س خدع‏.‏ ذكره أبو الفتح الأزدي وابو الحسن العسكري وغيرهما، بالخاء، وقد تقدم حديثه في الجيم‏.‏

أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

خديج بن سالم

س خديج بن سالم، شهد العقبة‏.‏ على ما ذكره موسى بن عقبة، قاله ابن ماكولا، وقد ذكر عن محمد بن فليح، عن موسى، عن ابن شهاب في الصحابة‏:‏ خديج بن أوس بن سالم‏.‏

أخرجه أبو موسى كذا مختصراً‏.‏

خديج بن سلامة

ب س، خديج بن سلامة، ويقال‏:‏ ابن سالم بن أوس بن عمرو بن القاقر بن الضحيان البلوي، حليف لبني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة من الانصار‏.‏

شهد العقبة الثانية، ولم يشهد بدراً ولا أحداً، وشهد ما بعدهما، قاله الطبري، قال‏:‏ ويكنى أبا رشيد، أخرجه أبو عمر هكذا‏.‏

وأخرجه أبو موسى فقال‏:‏ خديج بن سلامة بن أوس بن عمرو بن كعب أبو شباث، شهد العقبة ولم يشهد بدراً ولا احداً، ذكره ابن ماكولا وقال‏:‏ قاله الطبري‏.‏

فابن ماكولا وأبو موسى جعلا خديجاً بن سلامة وابن سالم ترجمتين، على أن أبا موسى من كتاب ابن ماكولا أخذه حرفاً بحرف، وأما أبو عمر فجعلهما واحداً، وقال‏:‏ ابن سلامة، ويقال‏:‏ ابن سالم‏.‏ والله أعلم‏.‏

شباث‏:‏ بضم الشين المعجمة، وبالباء الموحدة، وبعد الألف ثاء مثلثة‏.‏

باب الخاء والذال

خذام بن وديعة

ب د ع، خذام بن وديعة الأنصاري، من الأوس‏.‏ ذكره أبو عمر، وقيل‏:‏ خذام بن خالد‏.‏ قاله أبو عمر أيضاً وابن منده‏.‏ وقال أبو نعمي‏:‏ كنيته أبو وديعة، من بني عمرو بن عوف بن الخزرج، فجعل أبا وديعة كنية له، وجعله أبو عمر أباه، وهو والد خنساء بنت خذام، قيل‏:‏ إن عثمان بن عفان رضي الله عنه نزل على خذام هذا لما هاجر، وقيل‏:‏ نزل على غيره‏.‏

أخبرنا أبو المكترم فتيان بن أحمد بن محمد الجوهري المعروف بابن سمينة بإسناده عن القعنبي، عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبي، عن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية الأنصاري، عن خنساء بنت خذام الأنصارية‏:‏ أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه‏.‏

 ورواه الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عبد الله بن وديعة، عن خنساء‏.‏

وروى محمد بن إسحاق، عن حجاج بن السائب، عن أبيه، عن جدته خنساء بنت خذام بن خالد، قال‏:‏ وكانت قد أيمت من رجل، فزوجها أبوها رجلاص من بني عوف، قال‏:‏ فحطت إلى أبي لبابة بن عبد المنذر، وارتفع شأنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أباها أن يلحقها بهواها، فتزوجت أبا لبابة، فولدت له السائب بن أبي لبابة، فسميت خنساء أم السائب‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

باب الخاء والراء

خراش بن أمية

ب د ع، خراش بن أمية الكعبي الخزاعي‏.‏ له ذكر ولا تعرف له رواية، قاله ابن منده وأبو نعيم‏.‏

وقال أبو عمر‏:‏ خراش بن أمية بن الفضل الكعبي الخزاعي، مدني، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية وخيبر وما بعدهما من المشاهد، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية إلى مكة، وحمله على جمل يقال له الثعلب، فآذته قريش وعقرت جمله وأرادت قتله، فمنعته الأحابيش، فعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحينئذ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان، وهو الذي حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية‏.‏

روى عن خراش هذا ابنه عبد الله‏.‏ وتوفي خراش هذا آخر أيام معاوية‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ وقد نسبه هشام الكلبي فقال‏:‏ خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل بن منقذ بن عفيف بن كليب بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لحي، الخزاعي‏.‏ كان حليفاً لبني مخزوم، يكنى أبا نضلة، وهو الذي حلق للنبي يوم الحديبية وكان حجاماً، وهو الذي رمى نفسه على عامر بن أبي ضرار أخي الحارث يوم المريسيع مخافة أن يقتله الأنصار، وكان رمى رجلاً منهم بسهم‏.‏

خراش بن حارثة

س خراش بن حارثة‏.‏ أخو أسماء بن حارثة‏.‏ ذكره البغوي وغيره أنهم كانوا ثمانية أخوة أسلموا وصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وشهدوا معه بيعة الرضوان، وهم‏:‏ أسماء وهند وخراش وذؤيب وحمران وفضالة ومالك وقد تقدم نسبهم عند أخيه أسماء‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

خراش بن الصمة

ب د ع، خراش بن الصمة بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب ابن سلمة، الأنصاري الخزرجي السلمي‏.‏

شهد بدراً وأحداً، قال الكلبي وأبو عبيد‏:‏ كان معه يوم بدر فرسان، وجرح يوم أحد عشر جراحات، وكان من الرماة المذكورين‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خراش الكليبي

ب خراش الكليبي، ثم السلولي‏.‏ مذكور في الصحابة، قال أبو عمر‏:‏ لا أعرفه بغير ذلك وقد قيل‏:‏ إنه الذي قبله وذكر له ذلك الخبر، قال‏:‏ والصحيح في ذلك أنه خزاعي‏.‏ هذا كلام أبي عمر‏.‏

قلت‏:‏ هو خراش بن أمية، لا شبهة فيه، ومن وقف على نسبه في اسمه الأول علم أنه كليبي‏.‏ وأنه سلولي، وأنه خزاعي، فلا أدري كيف اشتبه على أبي عمر‏:‏ وقد ذكرناه في خراش بن أمية مطولاً، والله أعلم‏.‏

خراش بن مالك

س خراش بن مالك‏.‏ قال أبو موسى‏:‏ ذكره العسكري، هو علي بن سعيد، روى محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن بجرة الأسلمي، عن خراش بن مالك، قال‏:‏ احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ قال‏:‏ لقد عظمت أمانة رجل قام على أوداج رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديدة‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

الخرباق السلمي

ب د ع، الخرباق السلمي، قاله سعيد بن بشير، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن خرباق السلمي‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر وسلم من ركعتين، فقال له خرباق السلمي أشككت أم قصرت الصلاة يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ما شككت ولا قصرت‏"‏، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أصدق ذو اليدين‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، فصلى الركعتين ثم سلم، ثم سجد سجدتين وهو جالس، ثم سلم‏"‏‏.‏

ورواه هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة‏.‏ ويرد في ذي اليدين، ولم يذكر الخرباق وإنما المحفوظ ذكر الخرباق من حديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث ركعات، فقام رجل يقال له‏:‏ الخرباق طويل اليدين‏.‏ ويرد ذكره في ذي اليدين‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خرشة بن الحارث

ب د ع، خرشة بن الحارث المرادي، من بني زبيد‏.‏ وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر ومن أولاده أبو خرشة عبد الله بن الحارث بن ربيعة بن خرشة‏.‏

 روى ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن خرشة بن الحارث صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يشهد احدكم قتيلاً يقتل صبراً، فعسى أن يقتل مظلوماً فتنزل السخطة عليهم فتصيبه معهم‏"‏‏.‏

وذكر ابن منده في هذه الترجمة النهي عن القتال في الفتنة، ونذكره في الترجمة التي بعد هذه، ولعل ابن منده ظن أن الحديث لخرشة المرادي، وإنما هو لخرشة المحاربي، والله أعلم‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خراشة بن الحر

ب ع س خرشة بن الحر المحاربي‏.‏ قاله أبو نعمي، وقال أبو عمر‏:‏ خرشة بن الحر الفزاري‏.‏ وقيل‏:‏ الأزدي، نزل حمص، وهو أخو سلامة بنت الحر، وكان خرشة يتيماً في حجر عمر، روى عن عمر، وأبي ذر، وعبد الله بن سلام، روى عنه جماعة من التابعين منهم‏:‏ ربعي بن خراش، والمسيب بن رافع، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير‏.‏ وغيرهم‏.‏ وليس له عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث واحد وهو الإمساك عن الفتنة، قاله أبو عمر‏.‏

وروى أبو نعيم حديث الفتنة، أخبرنا به أبو بكر مسمار بن عمر بن العويس النيار، أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية، أخبرنا أبو القاسم الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر المخلص، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، أخبرنا داود بن رشيد، أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي الزرقاء، عن ثابت بن عجلان، عن أبي كثير المحاربي، عن خرشة المحاربي، قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ستكون بعدي فتنة، النائم فيها خير من اليقظان، والجالس خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي، فمن أتت عليه فليمش بسيفه إلى ثفاة فيضربها به فيكسره، ثم يضطجع لها حتى تنجلي عما انجلت‏"‏‏.‏

أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى، وأورده هذا الحديث فيه، وأورده ابن منده في خرشة المرادي فجعلهما واحداً‏:‏ وقال أبو موسى‏:‏ جمع أبو عبد الله بينهما، والظاهر أنهما اثنان، وأما أبو عمر فلم يذكر من روى حديث الفتنة عن خرشة، بل ذكر الراوي عن خرشة في الترجمة التي بعد هذه، وجعلها ترجمة ثالثة، ويرد الكلام عليها فيها، إن شاء الله تعالى‏.‏

خرشة

ب، خرشة، شامي له صحبة، قال أبو عمر‏:‏ كذا قال أبو حاتم، وجعله غير خرشة بن الحر، وقال‏:‏ روى عنه أبو كثير المحاربي‏.‏

قلت‏:‏ هذا كلام أبي عمر، ولا شك أنه وهم فيه، فإن أبا كثير المحاربي يروي عن خرشة بن الحر حديث الفتنة الذي أشار إليه أبو عمر في خرشة بن الحر، ثم قال أبو عمر في الأول‏:‏ إنه حمصي، وقال في هذا‏:‏ إنه شامي، فظهر بهذا جميعه أنهما واحد، والله أعلم‏.‏

الخريت بن راشد الناجي

ب الخريت بن راشد الناجي، ذكر سيف عن زيد بن أسلم قال‏:‏ لقي الخريت بن راشد الناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة، في وفد بني سامة بن لؤي فاستمع منهم، وأشار إلى قوم من قري فقال‏:‏ هؤلاء قومكم فانزلوا عليهم‏.‏

قال الزبير‏:‏ وكان الخريت على مضر يوم الجمل مع طلحة والزبير، وكان عبد الله بن عامر قد استعمل الخريت بن راشد على كورة من كور فارس، ثم كان مع علي، فلما وقعت الحكومة فارق علياً إلى بلاد فارس مخالفاً، فأرسل علي إليه جيشاً واستعمل على الجيش معقل بن قيس وزياد بن خصفة، فاجتمع مع الخريت كثير من العرب ونصارى كانوا تحت الجزية، فامر العرب بإمساك صدقاتهم والنصارى بإمساك الجزية، وكان هناك نصارى أسلموا، فلما رأوا الاختلاف ارتدوا وأعانوه، فلقوا أصحاب علي وقاتلهم، فنصب زياد بن خصفة راية أمان، وأمر منادياً فنادى‏:‏ من لحق بهذه الراية فله الأمان، فانصرف إليها كثير من أصحاب الخيرت، فانهزم الخريت فقتل‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

خريم بن أوس

ب د ع، خريم بن أوس بن حارثة بن لام بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيئ الطائي، يكنى‏:‏ أبا لجأ‏.‏ لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد منصرفه من تبوك فأسلم‏.‏

 أخبرنا محمد بن أبي عيسى كتابة، أخبرنا أبو غالب الكوشيدي ونوشروان بن شيرزاذ قالا‏:‏ أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا عبدان بن أحمد، ومحمد بن موسى ابن حماد البربري، قالا‏:‏ أخبرنا أبو السكين زكريا بن يحيى بن عمرو بن حصن بن حميد بن منهب بن حارثة بن خريم، حدثني عم أبي زحر بن حصن، عن جده حميد بن منهب بن حارثة بن خريم، عن جده خريم قال‏:‏ هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمت عليه منصرفه من تبوك وأسلمت، فسمعت العباس بن عبد المطلب يقول‏:‏ يا رسول الله، أريد أن أمتدحك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يفضض الله فاك‏"‏‏.‏ فأنشأ العباس يقول‏:‏ المنسرح‏:‏

من قبلها طبت في الظلال وفي ** مستودع حيث يخصف الورق

ثم هبطت الـبـلاد لا بـشـر ** أنت ولا مضغة ولا عـلـق

بل نطفة تركب السفـين وقـد ** ألجم نسراً وأهلـه الـغـرق

تنقل من صاحب إلـى رحـم ** إذا مضى عالم بـدا طـبـق

حتى احتوى بيتك المهيمن مـن ** خندف علياء تحتها النـطـق

وأنت لما ولدت أشـرقـت الأ ** رض وضاءت بنورك الأفق

فنحن في ذلك الضياء وفي ال ** نور وسبل الرشاد نخـتـرق

قال‏:‏ وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي، وهذه الشيماء بنت نفيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود‏"‏، فقلت‏:‏ يا رسول الله، فإن نحن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة هل لي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هي لك‏"‏‏.‏ وذكر الحديث، قال‏:‏ و شهدت مع خالد بن الوليد قتال أهل الردة، ووصلنا إلى الحيرة، فلما دخلناها كان أول من تلقانا الشيماء بنت نفيلة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتعلقت بها، وقلت‏:‏ هذه وهبها رسول الله لي، فدعاني خالد، فقال‏:‏ لك بينة‏؟‏ فأتيته بها، وكانت البينة محمد بن مسلمة، ومحمد ابن بشير الأنصاريان، وقيل‏:‏ كانا محمد بن مسلمة، وعبد الله بن عمر، فسلمهما إلي خالد بن الوليد، ونزل إلينا أخوها عبد المسيح بن نفيلة يريد الصلح، فقال لي‏:‏ بعينها، فقلت‏:‏ والله لا أنقصها من عشر مائة شيئاً، فأعطاني ألف درهم، وسلمتها إليه، فقيل لي‏:‏ ولو قلت‏:‏ مائة ألف لدفعها إليك، فقلت‏:‏ ما كنت أحسب أن عدداً يكون اكثر من عشر مائة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خريم بن أيمن

س خريم بن أيمن‏.‏

ذكره عبدان وقال‏:‏ حدثنا محمد بن أيوب، أخبرنا حميد بن داود، أخبرنا أبي، أخبرنا خريم بن كعب بن خريم بن أيمن بن زرعة، عن أبي، عن جده‏:‏ أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله، إني قد كبرت عن خلال الإسلام، فاتخذ لي خلة تجمع خلال الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل‏"‏‏.‏ فقال الرجل‏:‏ ويكفيني‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم ويفضل عنك‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

خريم بن فاتك

ب د ع، خريم بن فاتك بن الأخرم‏.‏ وقيل‏:‏ خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن الفاتك بن القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة الأسدي، وأبوه الأخرم يقال له‏:‏ فاتك، وقيل‏:‏ إن فاتكاً هو ابن الأخرم، يكنى خريم بن فاتك‏:‏ أبا يحيى، وقيل‏:‏ أبو أيمن، بابنه أيمن بن خريم‏.‏

شهد بدراً مع أخيه سبرة بن فاتك، وقيل إن خريماً هذا وابنه أيمن أسلما جميعاً يوم فتح مكة، والأول أصح، وقد صحح البخاري وغيره‏:‏ أن خريماً وأخاه سبرة بن فاتك شهد بدراً، وهو الصحيح، وعداده في الشاميين، وقيل‏:‏ في الكوفيين‏.‏

نزل الرقة، روى عنه المعرور بن سويد، وشمر بن عطية، والربيع بن عميلة، وحبيب بن النعمان الأسدي‏.‏ روى إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي‏:‏ أن مروان بن الحكم قال لأيمن بن خريم ليقاتل معه يوم مرج راهط فقال‏:‏ إن أبي وعمي شهدا بدراً، ونهاني أن أقاتل مسلماً‏.‏

 أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن فلان ابن عميلة، عن خريم بن فاتك الأسدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ الناس أربعة والأعمال ستة، فالناس موسع عليه في الدنيا والآخرة، وموسع عليه في الدنيا مقتور عليه في الآخرة، ومقتور عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة، وشقي في الدنيا والآخة، والاعمال موجبتان، ومثل بمثل، وعشرة أضعاف، وسبعمائة ضعف، فالموجبتان‏:‏ من مات مسلماً لا يشرك بالله شيئاً وجبت له الجنة، ومن مات كافراً وجبت له النار‏.‏ ومن هم بحسنة فلم يعملها، قد علم الله أنه قد أشعرها قلبه وحرص عليها، كتبت له، ومن عمل حسنةً كانت له بعشر أمثالها، ومن انفق في سبيل الله كانت له بسبعمائة ضعف‏"‏‏.‏

الرجل الذي لم يسمه هو‏:‏ يسير، بضم الياء تحتها نقطتان، وفتح السين المهملة، وبعدها ياء ثانية، وآخره راء‏.‏

وروى إسرائيل عن أبي إسحاق، عن شمر بن عطية، عن خريم بن فاتك، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أي رجل أنت لولا خلقان فيك، قلت‏:‏ وما هما‏؟‏ قال‏:‏ تسبل إزارك، وترخي شعرك قلت‏:‏ لا جرم، فجز شعره ورفع إزاره‏.‏

وله حديث يدخل في دلائل النبوة، وسبب إسلامه يرد في مالك الجني إن شاء الله تعالى، رواه عنه ابن عباس‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قليب‏:‏ بضم القاف، وآخره باء موحدة‏.‏

باب الخاء والزاي

خزاعي بن أسود

د خزاعي بن أسود‏.‏ وقيل‏:‏ أسود بن خزاعي الأسلمي، حليف الأنصار، كان ممن سار إلى قتل أبي رافع‏.‏ وقد تقدم في الأسود‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

خزاعي بن عبد نهم

س خزاعي بن عبد نهم بن عفيف بن سحيم بن ربيعة بن عداء، ويقال عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عدي بن عثمان بن عمرو المزني، وهو عم عبد الله بن مغفل المزني، كان يحجب صنماً لمزينة اسمه‏:‏ نهم، فكسر الصنم، ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وهو يقول‏:‏ الطويل‏:‏

ذهبت إلى نهـم لأذبـح عـنـده ** عتيرة نسك كالذي كنت افعـل

فقلت لنفسي حين راجعت حزمها ** أهذا إله أبكم لـيس يعـقـل‏؟‏

أبيت، فديني اليوم دين محـمـد ** إله السماء الماجد المتفـضـل

فبايع النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه على مزينة، وقدم من قومه معه عشرة رهط منهم‏:‏ بلال بن الحارث، وعبد الله بن درة، وأبو أسماء، والنعمان بن مقرن، وبشر بن المحتفر، وأسلمت مزينة، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه لواءهم يوم الفتح، وكانوا ألف رجل، وكان على قبض مغانم النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

خزامة بن يعمر

س خزامة بن يعمر الليثي‏.‏ اختلف على الزهري فيه، فقيل‏:‏ خزامة بن يعمر، عن أبيه، وقيل‏:‏ هن أبي خزامة بن زيد بن الحارث، عن أبيه‏.‏ قاله محمد بن عبد الله البياضي، عن طلحة بن يحيى، عن يونس، وقيل غير ذلك، وقد ذكر في الحارث بن سعد‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

خزرج أبو الحارث

د ع، خزرج، أبو الحارث، مجهول، في حديثه نظر، روى عنه ابنه الحارث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، ونظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال‏:‏ ‏"‏يا ملك الكوت، ارفق بصاحبي فإنه مؤمن‏"‏، فقال ملك الموت‏:‏ يا محمد، طب نفساً، وقر عيناً فإني بكل مؤمن رفيق‏.‏ وذكر حديثاً طويلاً‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

وأخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي إجازة بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك، قال‏:‏ حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب القلوسي، أخبرنا إسماعيل بن أبان الأزدي، أخبرنا عمرو بن أبي عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال‏:‏ ‏"‏سمعت الحارث ابن الخزرج يحدث عن أبيه‏:‏ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ وذكره نحوه‏.‏

خزيمة بن أوس

ب س، خزيمة بن أوس بن يزيد بن أصرم‏.‏ من بني النجار، وهو أخو مسعود بن أوس الأنصاري، ذكره ابن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري‏:‏ أنه شهد بدراً، وقال سلمة عن محمد بن إسحاق، فيمن قتل يوم الجسر‏:‏ خزيمة بن أوس بن خزيمة‏.‏

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى مختصراً‏.‏

خزيمة بن ثابت الأنصاري

 ب د ع، خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة ابن جشم بن مالك بن الأوس، الأنصاري الأوسي، ثم من بني خطمة، وأمه كبشة بنت أوس من بني ساعدة، يكنى أبا عمارة‏.‏ وهو ذو الشهادتين، جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين، وكان هو وعمير بن عدي بن خرشة يكسران أصنام بني خطمة‏.‏

وشهد بدراً وما بعدهما من المشاهد كلها، وكانت راية بني خطمة بيده يوم الفتح، وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين ولم يقتل فيهما، فلما قتل عمار بن ياسر بصفين قال خزيمة‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏تقتل عماراً الفئة الباغية‏"‏‏.‏ ثم سل سيفه وقاتل حتى قتل، وكانت صفين سنة سبع وثلاثين، قاله أبو عمر‏.‏

وقال أبو أحمد الحاكم‏:‏ شهد أحداً، ذكره ابن القادح، قال‏:‏ وأهل المغازي لا يثبتون أنه شهد أحداً، وشهد المشاهد بعدها، والله أعلم‏.‏

روى عنه ابنه عمارة أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى فرساً من سواء بن قيس المحاربي فحجده سواء، فشهد خزيمة بن ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضراً‏"‏‏؟‏ قال‏:‏ صدقتك بما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه‏"‏‏.‏

أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي بن مهدي قراءة عليه وأنا أسمع، والحسين بن يوحن بن أبويه بن النعمان اليمني الباوري إذناً، قالا‏:‏ حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن علي بن الحسين الحمامي النيسابوري، أخبرنا الأديب أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن مهريز النحوي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عاصم بن زاذان، أخبرنا مأمون بن هارون بن طوسي، حدثنا أبو علي الحسين بن عيسى بن حمدان البسطامي الطائي، أخبرنا عبد الله بن نمير، أخبرنا هشام بن عروة، حدثتني عمرة بنت خزيمة، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه خزيمة بن ثابت‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستطابة، فقال‏:‏ ‏"‏ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع‏"‏‏.‏

وروى الزهري، عن ابن خزيمة، عن أبيه‏:‏ أنه رأى فيما يرى النائم أنه سجد على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم، فاضطجع له النبي صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏"‏صدق رؤياك‏"‏، فسجد على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

غيان‏:‏ قيل‏:‏ بفتح الغين المعجمة وتشديد الياء تحتها نقطتان، وآخره نون، وقيل‏:‏ بفتح العين المهملة وبالنونين، وقيل‏:‏ بكسر العين المهملة والنونين، والله أعلم‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خزيمة بن ثابت

س خزيمة بن ثابت، وليس بالأنصاري، وقيل‏:‏ خزيمة بن حكيم‏.‏

أخبرنا أبو موسى محمد بن عمر بن أبي عيسى المديني إذناً، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن يعقوب الخطيب، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد السلمي يكنى أبا بكر، حدثنا أبو عمران الحراني يوسف بن يعقوب، أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله‏:‏ أن خزيمة بن ثابت، وليس بالأنصاري، كان في عير لخديجة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان معه في تلك العير، فقال‏:‏ يا محمد، إني أرى فيك خصالاً وأشهد أنك النبي الذي يخرج من تهامة، وقد آمنت بك، فإذا سمعت بخروجك أتيتك، فأبطأ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان يوم فتح مكة أتاه، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مرحباً بالمهاجر الأول‏"‏ قال‏:‏ يا رسول الله، ما منعني أن أكون أول من أتاك، وأنا مؤمن بك غير منكر لبعثك ولا ناكث لعهدك وآمنت بالقرآن وكفرت بالوثن، إلا أنه أصابتنا بعدك سنوات شداد متواليات‏.‏ وذكر حديثاً طويلاً‏.‏

أخرجه أبو موسى هكذا، وقال‏:‏ رواه أبو معشر، وعبيد بن حكيم، عن ابن جريج، عن الزهري مرسلاً، وقال‏:‏ خزيمة بن حكيم السلمي، ثم البهري‏.‏

وروى عن منصور بن المعتمر، عن قبيصة عن خزيمة بن حكيم‏.‏

خزيمة بن جزي السلمي

ب د ع، خزيمة بن جزي السلمي‏.‏ له صحبة، سكن البصرة روى عنه أخوه حبان بن جزي‏.‏

 أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله بن علي وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى، السلمي، قال‏:‏ حدثنا هناد، أخبرنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن مسلم، عن عبد الكريم بن أبي أمية، عن حبان بن جزي، عن أخيه خزيمة بن جزي، قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الضبع قال‏:‏ ‏"‏ويأكل الضبع أحد‏"‏‏؟‏ قال‏:‏ وسألته عن أكل الذئب، فقال‏:‏ ‏"‏ويأكل الذئب أحد فيه خير‏"‏‏؟‏‏.‏

قال الترمذي‏:‏ وعبد الكريم بن أبي أمية هو عبد الكريم بن قيس، وهو ابن أبي المخارق‏.‏

أخرجه الثلاثة، قال أبو عمر‏:‏ فيه نظر‏.‏

حبان‏:‏ بكسر الحاء، والباء الموحدة، وجزي‏:‏ قاله الدارقطني وابن ماكولا‏:‏ بكسر الجيم، قال ابن ماكولا‏:‏ قال عبد الغني فيه يقال‏:‏ جزي بفتح الجيم، وجزء، يعني بالهمز‏.‏

خزيمة بن جزي

ب خزيمة بن حزي بن شهاب العبدي، من عبد القيس، يعد في أهل البصرة، روي عنه حديث واحد في الضب، مختلف فيإسناده ومتنه‏.‏

أخرجه أبو عمر كذا مختصراً‏.‏

وقد ذكر ابن منده وأبو نعيم حديث الضب في خزيمة بن جزي السلمي، وذكر الاختلاف، ولم يذكره أبوه أبو عمر هناك، وإنما ذكره ها هنا، وما أقرب قولهما من الصواب، والله أعلم‏.‏

خزيمة بن جهم

ب خزيمة بن جهم بن عبد قيس بن عبد شمس‏.‏ كان ممن حمل النجاشي في السفينة مع عمرو بن أمية، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، ونسبه الزبير، فقال‏:‏ جهم بن قيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري، هاجر إلى أرض الحبشة مع أبيه جهم وأخيه عمرو‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

خزيمة بن الحارث

ب خزيمة بن الحارث‏.‏ من أهل مصر، له صحبة‏.‏ روى عنه يزيد بن أبي حبيب، حديثه عند ابن لهيعة، عن يزيد، عنه‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

خزيمة بن حكيم

د ع، خزيمة بن حكيم السلمي البهزي، صهر خديجة بنت خويلد‏.‏ خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في تجارة نحو بصرى، روى حديثه الوجيه بن النعمان، عن أبيه، عن جده الوجيه، عن منصور، عن قبيصة بن إسحاق الخزاعي، عن خزيمة بن حكيم‏.‏ بهذا أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وهو الذي تقدم ذكره في ترجمة خزيمة بن ثابت الذي أخرجه أبو موسى‏.‏

خزيمة بن خزمة

ب خزيمة بن خزمة بن عدي بن أبي بن غنم، وهو قوقل بن عوف بن غنم بن عوف بن الخزرج من القواقلة، شهد أحداً، وما بعدها من المشاهد‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

خزمة‏:‏ بفتح الخاء والزاي‏.‏

خزيمة بن عاصم

س خزيمة بن عاصم بن قطن بن عبد الله بن عبادة بن سعد بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة العكلي‏.‏ يقال لولد سعد والحارث وجشم وعلي بني عوف بن وائل‏:‏ عكل، باسم أمة حضنتهم‏.‏

وفد خزيمة على النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام قومه، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهه فما زال جديداً حتى مات وكتب له كتاباً يوصي به من ولي الأمر بعده، وجعله على صدقات قومه‏.‏

أخرجه أبو موسى ولم ينسبه، ونسبه ابن الكلبي‏.‏

خزيمة بن معمر

ب د ع، خزيمة بن معمر، الأنصاري الخطمي، أبو معمر‏.‏

روى عنه محمد بن المنكدر أنه قال‏:‏ رجمت امرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الناس‏:‏ حبط عملها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏هو كفارة ذنوبها، وتحشر على ما سوى ذلك‏"‏‏.‏

ورواه عبد الله بن نافع الزبيري، ومعن بن عيسى المدنيان، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبي، نحوه‏.‏ قال أبو عمر‏:‏ لا أعلم روى عنه غير ابن المنكدر، وفي إسناده اضطراب كثير‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏